أرض الله، أيمن العتوم — A Blitzkrieg Review!

الحمد لله رب العرش العظيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم.

بعد عدة روايات قرأتها للكاتب أيمن العتوم، تشكلت لدي نظرة عامة على أسلوبه وطريقة كتابته، وهي نظرة تتأكد لي بعد كل رواية أقرؤها له. لحد تاريخ هذه التدوينة قرأت له (يسمعون حسيسها، اسمه أحمد، نفر من الجن، أرض الله، أنا يوسف، صوت الحمير، رؤوس الشياطين) وهذه الآن رواية أرض الله.

بداية لنتحدث باختصار عن الرواية ثم نعود للحديث عن نظرتي (الشخصية) لأسلوبه.
رواية أرض الله تتحدث عن “عمر بن سيد” وهو من سكان إفريقيا الذين تم أخذهم كعبيد إلى أمريكا وعاشوا هناك بقية حياتهم. يبدأ الكاتب روايته عن نشأة عمر بن سيد كإنسان متعلم لأسرة متعلمة ملتزمة محاطة بالعلم الشرعي من كل مكان. ثم يبدأ تسلسل الأحداث بالقوة الأوربية التي جاءت إلى قريته واقتادته مع غيره بقوة السلاح إلى أمريكا عبداً بعد أن كان حراً طليقاً! وتكمل الرواية في سرد بعض الأحداث التي عاشها عمر في أمريكا كعبد يعمل تحت أمر سيده، وهو في ذلك ينقل لنا معاناة العبيد في تلك الفترة. هذه هي الرواية باختصار شديد!

لنعد إلى نظرتي التي تشكلت عن أسلوب أيمن العتوم في رواياته.

من حيث اللغة — اللغة دائماً جميلة، ولا خلاف في ذلك. فالكاتب مختص باللغة العربية ومتمكن منها وشاعر له دواوينه الشعرية. ولكن جمال اللغة وحده لا يشفع للرواية بأن تكون مستحقة للقراءة! وإلا فكتب البلاغة لمن هو أعلى منه شأناً فيها تملأ المكتبة العربية.

من حيث الحبكة القصصية! — وهنا مربط الخيل بالنسبة لنظرتي لأسلوبه، ويمكن أن أختصرها لك بأن الروايات جميعاً التي قرأتها والتي كانت تحتوي على حبكة قصصية من صناعة الكاتب كانت ضعيفة جداً وفي مقدمتها مثلاً صوت الحمير، رؤوس الشياطين، نفر من الجن. أما الرواياتي التي تكون فيها الحبكة القصصية جاهزة لأنها قصص حدثت على أرض الواقع، فتكون في قسمين، منها الجميل جداً والذي لا بد من قرائتها كرواية أنا يوسف ويسمعون حسيسها. ومنها التي لا تغدو إعادة لسرد أحداث لا حبكة فيها لكونها سيرة شخصية كان من الأفضل أن تخرج كسيرة شخصية وليس كرواية، لأن خروجها في شكل رواية وغالباً بالحجم الكبير جعل الإسهاب أكبر عيوبها! ومثال ذلك روايتا اسمه أحمد وأرض الله. وكلاهما روايتان طويلتان فيهما الكثير من الإسهاب الغير مبرر حقيقة، وكلاهما كان من الأفضل برأيي أن تخرجا كسيرة شخصية لصاحبيهما.

فالحبكة القصصية وتطور شخصياتها هما من أهم ما يميز الرواية ويجعل القارىء مقبلاً عليها، وهذا يغيب تماماً في بعض روايات أيمن العتوم كرواية أرض الله واسمه أحمد لأنها سيرة ذاتية لا تحتوي على عناصر الرواية وإن كان فيها الكثير من الدروس والعبر للأجيال القادمة.

إذاً أيمن العتوم في قدرته على صناعة الحبكة القصصية لا يعلو إلى مستوى قدرته في جمال اللغة. فإذا كانت الحبكة القصصية جاهزة ثم أضاف عليها لغته الجميلة خرجت الرواية جميلة جداً وتستحق القراءة كروايتا أنا يوسف واسمه أحمد. وإذا كانت الحبكة القصصية موجودة لكنها لاتصلح كرواية وأضاف إليها من جديد لغته الجميلة خرجت رواية في إسهاب لا مبرر وحبكة ضعيفة كان من الأجدر أن نقرأها في ويكيبيدنا وليس في شكل رواية. وفي الروايات التي تكون حبكتها من صناعة الكاتب بشكل تام فنحن أمام رواية بلغة جميلة لكن بحبكة ضعيفة جداً ومثال ذلك نفر من الجن ورؤوس الشياطين وصوت الحمير! فمثلاً رواية نفر من الجن لا أذكر منها سوى أن رجلاً كان يمشي في الصحراء! ورؤوس الشياطين وصوت الحمير روايتان بالغ الكاتب في أهميتهما! وجعل إحداها في مساق أفضل روايات الأدب العالمي! وهي برأيي لا تستحق ذلك أبداً لأن جمال اللغة لا يكفي وزج المعاني والأشعار قسراً لا يصنع عملاً أدبياً متميزاً!
هذه باختصار مراجعتي لرواية أرض الله ونظرتي التي تشكلت من الروايات التي قرأتها للكاتب.

وباختصار أشد الروايات التي تستحق القراءة لحد الآن هي: أنا يوسف، يسمعون حسيسها. أما نفر من الجن، رؤوس الشياطين، صوت الحمير فهي لا تستحق أن تصرف الوقت عليها. اسمه أحمد وأرض الله يمكن أن تقرأ الخبر في ويكيبيديا بدون أن تضطر لقراءة 500 صفحة على الأقل لتعرف قصة مجاهد أطلق النار على بعض الإسرائيليات أو قصة عالم تم سوقه كعبد إلى أمريكا.

سأكمل قراءة رواياته لأني كنت قد اقتنيتها كاملة، وأرجو أن يكون ما تبقى خيراً مما ذهب!

أضف تعليق