خواطر الصباح! — 1

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العرش العظيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم.

ضبط النفس!

تظن أنك قادر على ضبط نفسك متى شئت؟! تظن أنك قادر على الانتظام في حمية غذائية متى شئت؟! تظن أنك قادر على الاستيقاظ باكراً متى شئت؟! تظن أنك قادر على ممارسة التمارين الرياضية مت شئت؟! تظن أنك قادر على القراءة المنتظمة متى شئت؟! تظن أنك قادر على الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي متى شئت؟! هل حقاً لديك الجرأة على تظن بنفسك كل ذلك؟ نظن بأنفسنا خيراً ولكن ليس لحد الوهم!

في غالب الأحيان نحن نحسن الظن بأنفسنا إلى حد التوهم! نعتبر بأننا مسيطرون على أنفسنا التي بين جنبينا ولكننا لسنا كذلك! جرب أن تغلق هاتفك أو تستبدله بهاتف لا يحتوي على برامج التواصل الإجتماعي؟! جرب أن تغلق بعض حساباتك هناك لأسبوع، أو لشهر؟! هل تستيطع؟! ستقول لنفسك نعم بالتأكيد أستطيع، لكن جرب ذلك!

عندما تقرر مثلاً أن تلتزم بحمية صحية متوسطة، وعلى المدى الطويل، هل تستيطع الالتزام بها؟ يصعب ذلك. (أنا أتحدث عن نفسي أولاً).

هل تستيقظ باكراً كل يوم في الوقت نفسه، وتنام في الوقت نفسه؟ وهل تلتزم بجدول منتظم من التمارين الرياضية؟ هل تتجنب المشروبات الغازية والأطعمة الغير صحية؟ أعتقد أن الالتزام بكل ذلك صعب نوعاً ما!

يجب ألا تتعامل مع نفسك من منطلق الثقة، بل يجب أن تتعامل معها كوحش يحتاج إلى ترويض بشكل عقلاني! وذلك يكون عبر تربية وتدريب النفس على الانضباط في مختلف النواحي السابقة وفي غيرها، وما أكثرها! هذا هو المنهج الصحيح للتعامل مع النفس! أما الثقة، فانسها تماماً!!

ويجب أن نتذكر أن ضبط النفس وترويضها يحتاج الكثير من الوقت والجهد والإرادة، وليس الموضوع سهلاً لدرجة أن تتخيل أنه يتم في يوم أو يومين! كأن تظن بأنك قادر على تغيير روتينك الصباحي والاستيقاظ باكراً في كل يوم بين ليلة وضحهاها! الأمر يحتاج إلى الوقت دائماً.

اختيار الرواية التالية؟!

مراجعات الكتب والروايات، كل كتاب حالة فردية ومغامرة لا مناص من الخوض فيها!

فإذا ما قررت قراءة رواية ما، ربما تدخل إلى الشبكة وتقرأ المراجعات المتوفرة على موقع Goodreads.com. ستجد بكل تأكيد آراء مختلفة، ومراجعات مختلفة كل حسب ذائقته ونظرته للرواية وللحياة بشكل عام بكل تأكيد. ما يحدث أنك ستجد أن رواية ما تحظى بقدر كبير من التقدير، فتقرر المضي في قرائتها، لتكتشف بعدها مثلاً أنها لا تستحق القراءة أبداً أبداً أبداً!

وبالعكس، ربما تقرأ رواية ربما لا تجد لها مراجعات بالقدر الكافي، ولكنها تغير فيك الكثير وتجعلك تعيش تجربة فريدة من نوعها! تُسر لأنك قرأتها وتتمنى أن تجد الكثير من شاكلتها، رغم أنها رواية ربما مجهولة لا يُعرف كاتبها ولكنك تُعجب بأسلوبه وبروايته إلى أبعد حد!

فما الحل إذاً لإيجاد الروايات التي تستحق القراءة؟ إنه الحدس والتجربة، ولا شيء آخر يمكن أن يفيد. إلا أن تجد شخصاً تعرف أنه يشبهك في انتقاء الكتب، فحينها أن تعول على نصحه.

مهام غير مكتملة!

لا شيء أسوأ من مهمة غير مكتملة! بدأت بها ثم انصرفت عنها لشأن آخر وأنت قادر على إنهائها في ذلك الوقت! ولكنه التأجيل والتسويق والانغماس في إدمان ما ندمنه من فرط في الإشعارات! ولم يعد الأمر يقتصر على الإشعارات والشعور الذي تحدثه فينا من ضرورة تفقد هذا البرنامج أو ذاك! بل تعداه إدماننا إلى مرحلة أخرى، وهي مرحلة البحث عن الجديد! فترانا نقفز من تطبيق إلى تطبيق في بحث لاهث عن الأخبار وقصاصات المعلومات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، إلا لإدمان أصبنا به في هذا الزمن!

ومن ثم يأتيك يوم، تكون بحاجة لتلك لمهمة التي أرجأتها! فتجد نفسك تتمنى لو أنك أتممتها في ذلك الوقت! وتعاهد نفسك أو تتمنى على الأقل ألا تشرع في مهمة دون أن تنهيها ما وجدت إلى ذلك سبيلاً!

التخصص

صباح كل يوم، وأنا في طريقي إلى العمل، أفكر في الخطوة التالية التي يجب أن أخطوها. ماذا ستكون الخطوة التالية؟ هل يجب أن أتخصص؟ أم يجب أن أفتتح مشروعاً جانبياً وأنا أعمل الآن ثم عندما يعطي ثماره أترك العمل وأتفرغ لذلك المشروع؟ هل يجب أن أكمل في هذا العمل؟ لماذا أفكر في ذلك؟ لأنني أوقن أننا في اعتيادنا للظرف الحالي لنا ننسى أننا يمكن أن نتطور ونصبح أفضل!

مسألة أخرى، وهي أنك بدون تخصص تظل غير مستقل تماماً في عملك! تبقى للإدارة التي تعمل عمدها صلاحيات كثيرة في مجال عملك، مهما كان عملك مريحاً! لذلك أن تنقل نفسك من المكان الذي في إلى مكان أعلى (بالتخصص) يعطيك صلاحيات أكبر في تحديد مجال عملك ويعطيك المزيد من الحرية! بالإضافة إلى أنه يزيد المردود المادي لك بالتأكيد. كل ذلك لا يأتي بدون ثمن بلا شك، فالتخصص طريق يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، الجهد الذي سيعود عليك بالنفع بكل تأكيد.

والأهم من هذا وذاك، هو القيمة التي تضيفها للمجتمع بتعميق تخصصك أياً كان! هناك دائماً مجال لتعميق تخصصك وبالتالي تعميق الفائدة التي تقدمها للمجتمع من حولك، لأنك كلما تعمقت كلما كان عدد المشابهين لك في نفس المجال ونفس المستوى أقل. الطبيب العام مثلاً يقع في سوية يتشارك معه فيها العدد الأكبر. عندما ينتقل الطبيب العام لتخصص فإنه يضيق هذا العدد ويرفع في الوقت ذاته القيمة المضافة للمجتمع، والتي تختلف كثيراً بين الطبيب العام والطبيب المتخصص! الأمر ينطبق نفسه على فوق التخصص!

لكن المشكلة تكمن في الاعتياد! ما إن يعتاد الإنسان على روتين معين حتى يصبح معه التغيير أمراً يحتاج إلى بذل الجهد لاتخاذ القرار المناسب! الاعتياد فخ يجب أن نحذر منه، وهذا لا يعني بالضرورة أننا يجب أن نغير من وضعنا كل سنة أو سنتين مثلاً! بالتأكيد لا! لكن بالمقابل يجب أن نحذر فخ الاعتياد والوقوع فيه! ويجب أن نبذل جهداً مستمراً لتقييم وضعنا الحالي، لمعرفة هل هو وضع يحتاج إلى تغيير أم إلى تطوير.

لذلك أعتقد بأنه من الأفضل لي بكل الأحوال طرق باب التخصص عسا ربنا ان يكرمنا بما يحبه ويرضاه لنا إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.

والحمد لله رب العرش العظيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم.

أضف تعليق